الخميس، 14 مارس 2013

الديموقراطية والشرق.. النقد الحرام وسـَـنـَـنُ بنو اسرائيل.. دين الدجال

الديموقراطية دين.. يعلي من قيمة الفرد على حساب قيمة الجماعة.. خلقه وتعاطى معه الغرب بأريحية تناسب ثقافتهم وهويتهم المجتمعية.. حيث حرية الفرد ورأيه تعلو فوق قيمة الجماعة على عكس المجتمعات الشرقية والنهرية خاصة.. من الصين إلى حدود المغرب العربي.. حيث تعلي تلك المجتمعات بلا إستثناء من قيمة الجماعة ومصلحتها فوق قيمة الفرد وحريته..



لعلنا نرى ذلك في أجلى صوره في تراتب المجتمع الصغير.. الأسرة.. حيث الأب والجد ذو مكانة لا تجد مثيلتها في الغرب.. في الشرق لا قيمة لحرية ورغبات المرء إذا لم تنصهر في مصلحة الأسرة.. حيث زمام الأمر والنهي بيد الأب والأم والعم والجد والطاعة واجبة للكبير.. والأم ذات مكانة تكاد تكون مقدسة يتحرى الجميع رضاها.. والقرار المصيري ليس محل تجارب للصبية والشباب.. ومخالفة القيم والأخلاق والعادات المجتمعية لا يمر دون عقاب أو تعزير.. والشباب في المجلس للإنصات والتعلم والكلمة بحساب ولا يتخطى أي فرد درجته إلا إذا فرض نفسه بحكمته وبصيرته وصواب القرار.. والخارج عن السياق منبوذ..


رغم ضعف هذا الشكل المتراكب للأسرة في المدينة نظرا لإتساع المساحة والزحام وسرعة الإيقاع وقلة فرص الإجتماع الدائم للأسرة.. إلا أن ظلال هذه التركيبة موجودة بشكل لا يمكن إنكاره.. وجذورها ثابتة في الريف..

هذه ليست فلسفة أو سرد تسلية.. انظر دينك لتعرف كيف رتب الإسلام الأسرة.. وكذلك غيره من الأديان ذات المعين الواحد.. فإن فهمت المقصود بالأسرة وكونها النواة الصغرى في تركيب المجتمع الكبير وفق ما سردته لك فلعلك تفهم لاحقا ما يكتب عن الحرية والديموقراطية وإعلاء قيمة الفرد.. ودور هذه القيم الجديدة في تفكيك تركيب المجتمع..

الدين لسانا يعني الحكم.. وأحكم الشئ وحكم الشئ أي دان له.. والديانات نشأت ليدين الناس بها أي يحكموا بها وتحكمهم..
اقرأ: ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك - سورة يوسف.. أي يأخذ أخاه في حكم الملك..

 ما سعى أحد لفرض منهج مجتمعي كما سعى الغرب لفرض نهج وفكر الديموقراطية على العالم!!.. حتى الأديان.. الصحيح منها والسقيم توقف عند حدود ولم يسعى مناصروه لفرضه إلا على بقعة جغرافية محيطة ومحدودة.. على أن يقوم الدين ذاته بنشر نفسه ومنهجه فيما يلي ذلك من الأقطار..



الديموقراطية.. دين لم يسلم منه أحد ولا نظن أن يسلم منه أحد.. به تنال الرضا والدعم وبدونه تصبح دولتك منبوذة سقيمة المنهج.. ولعلها تقع تحت سيف التدخل العسكري إن كانت مصابة بالضعف والتفكك..

في الديموقراطية يقع عبء توجيه الرأي العام على ما اصطلح بتسميته (نخبة) والإعلام والصحافة.. بالإعلام ترفع من تشاء إلى قمة الوطنية وإن كان عميلا.. وكذلك تخسف بالقامة إلى مصاف الأقزام وإن كان في ذات اللحظة يقاتل عدوك أمام عينيك.. بالإعلام تصعد بمن تشاء لكرسي السلطة.. وبالمال تسيطر على الإعلام وتسوقه في أي إتجاه تريد..

وكذلك قالت بنو اسرائيل للسامري.. صنع لهم عِحْلاً.. فقالوا هذا إلههنا وإله موسى.. وانتصرت الاغلبية!!..
----------------
الديموقراطية حكم الشعب.. ما تتفق عليه الأغلبية.. مهما ساقوا من التفاسير والتحليلات للإقناع بأن هدف الديموقراطية أعمق من هذا الوصف فهو كذب وسفسطة.. الديموقراطية تطبيق حي لقواعد تم إنشائها صهيونيا وتم تسجيل تسريباتها في البروتوكولات.. الدفع بالحكم والسلطة في يد الغوغاء.. كل ما يرجى من الديموقراطية هو تسليم مفتاح قصر الحكم للجمهور.. يضعوا فيه من يشاؤون ولو كان مهرجا يقفز كالقرود طالما إرتضاه العدد الأكبر.. لعلك لم تقرا.. أو لعلك نسيت.. أو لعلك قرات ولم تعي شيئا.. دين الديموقراطية لم يترك أحد إلا ووضع بذوره في عقله إلا ما رحم ربي.. لم يترك أحدا البتة..

دين الديموقراطية يتخذ أقصى وأقسى درجات الدفاع الذاتي التي تتخيلها.. فإذا تساءلت عن.. كيفية.. وأين العقل.. وما الحكمة.. من تسليم مفاتيح السلطة للعامة على إختلاف عقولهم وفهمهم وأخلاقهم؟!! تجد ألف ألف مدافع بشراسة بالعقل والمنطق.. ومعه حجج.. وإن رفضت منطقه (ويا للسخرية - الذي يقوم اساسا على احترام الرأي الآخر وفق زعمهم) يتهمك بكل ما يرد على الخاطر وما يجود به حبه لدينه الجديد!!.. بل ويدّعي أن الإسلام ديموقراطي بالاساس وأن الصحابة كانوا يختارون أمير المؤمنين!! جيد.. فقد اجتمع عدد (أقل من 10) من الصحابة ليختاروا أميراً للمؤمنين.. ثم بايعه العامة.. لم تقل العامة له نعم أو لا.. بل يقبلوا ما اختاره ذوو الحكمة والبصيرة والرشاد..

أي عقل ومنطق يعطي ويهب علوم الطب والفلك والرياضيات لكل العامة وهي علوم لا يقوم الإنسان بدونها؟ نفس هذا المنطق ألقى علوم الحكم والسياسة في الطرقات على المشاع.. يسوّي في حق تقرير مصير شعب بأكمله بين العالم والجاهل والسارق والراقصة والكذوب والتاجر وصاحب الغفلة والقواد ورجل الدين؟ أي منطق يعطي شئ ثمين مصيريّ كحكم الدولة في يد العامة والغوغاء يسوقهم الإعلام ومن يدفع أكثر حيث يشاء؟

أين نضع ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه قال: لِــيـَـلِني منكم أولوا الأحلام والنهى (العقول) ثم الذي يلونهم ثلاثا.. وإياكم وهَيْشات الأسواق؟ الهَيْشات: بفتح الهاء وإسكان الياء - اي كثرة اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط فيها.. أين الهَيْشات من حكم الشعب؟ وأين يضع النبي صلى الله عليه وسلم اصحاب العقول؟ واين يضع حكم الشعب اصحاب العقول؟

وبم نفسر اساسا كــَوْن الأكثرية مذمومة دائما أبدا في القرآن؟ وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين.. ولكن أكثرهم لا يعقلون.. لا يؤمنون.. لا يفقهون.. لا يوقنون؟ كيف يتسق أن نضع الحكم والمصير في يد الأكثرية في هذا الدين الجديد؟ لما لا "نتدمقرط" في الحشيش والمخدرات الملقاة في شوارعنا كالزيت والأرز وحاجيات البيت؟ لما لا نــُجري الديموقراطية في حال التبغ الذي تنفق فيه مصر "1.000.000" جنيه في الساعة الواحدة ونرى رأي الأكثرية فيه؟ ولما لا نــُجري الديموقراطية في الرقص والخمر وأكل الربا؟ لماذا يمنعنا ديننا من القمار وقد تضع فيه مالك فيتضاعف؟ الأكثرية تحب أن يتضاعف مالها بأي طريق!!.. إياك أن تظن دين الديموقراطية بعيدا عن دينك.. فهو يبدأ من أساس عظيم من أسس الدين.. الحُكـْــمُ.. ثم سيأتي على الذي يلي ذلك عاجلا أو آجلا.. فالحكم للشعب.. وإجراء الديموقراطية في اصل عظيم في الدين كــ الحُكـْــمُ.. لا يمنعها للوصول لما هو أقل وأهْوَن!!..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق